فإن الفقه في أسماء الله الحسنى باب شريف من العلم ،بل هو الفقه الأكبر،
وهو الأساس الذي عليه بناء هذا الدين ،و لذا كثرت الدلائل في القرآن الكريم المرسّخة لهذا الأساس
فلا تكاد تخلو آيةُ من آياته من ذكر لأسماء الله الحسنى و صفاته العليا ،
مما يدل على أهمية هذا العلم الشريف و عظم شأنه وكثرة خيراته و عوائده،و أنه أصل من أصول الإيمان ،
و ركن من أركان الدين ،و أساس من أسس ملة الإسلام عليه تُبنى مقامات الدين الرفيعة و منازله العالية ،
و كيف يستقيم أمر البشريّة و تصلح حال الناس بدون معرفتهم بفاطرهم و بارئهم وخالقهم ورازقهم،
و بدون معرفتهم بأسمائه الحسنى و صفاته العليا ونعوته الكاملة الدالة على كماله و جلاله وعظمته ،
و أنه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ،و لكن أكثر الناس شغلهم ما خُلِقَ لهم عما خُلِقوا له.
وليس هناك حاجة أعظم من حاجة العباد إلى معرفة ربِّهم و خالقهم و مليكهم ومدبِّر شؤونهم ،
و مقدِّر أرزاقهم،الذي لا غنى لهم عنه طرفة عين،و لا صلاح لهم ولا زكاء إلا بمعرفته وعبادته و الإيمان به وحده سبحانه ،
و لهذا فإن حظ العبد من الصلاح و استحقاقه من المدح و الثناء إنما يكون بحسب معرفته بربه سبحانه و عمله بما يرضيه
و يقرِّب إليه من سديد الأقوال وصالح الأعمال .
الشيخ عبد الرزاق البدر
من هذا المنطلق ، سأتكلم بإذن الله كل يوم عن اسم من أسماء الله تعالى ،
ومرجعي مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
اسماء الله الحسنى
سيعرض كل اسم في يوم